انتدبتني الوكالة الموريتانية للصحافة عام 1984 لتغطية زيارة الرئيس محمد خونه ولد هيدالة لمدينة تامشكط (تامة الشكر) لتدشين أحد سدودها “أظنه سد أتويميرت ” كان قد أطلق سراحي للتو من أحد سجونه رافقت جماعة من شركة سونادير بكرنا بكور الطير وواصلنا يوما سفرا شاقا إلى أن ادخلنا أحياء مدينة كيفه بين الظهرين فسترحنا قليلا ثم واصلنا إلى ان نصل إلى حي قريب منها , فقررنا المبيت فتجهنا لحوطة فيها بيت وعريش نظيف فاستقبلنا رجل سبعيني حسن الشيبة باسم فرحب وطلب منا الجلوس والاستراحة ثم بادر ليذبح خروفا صغيرا بيده وأعده وطبخه بيده ثم خلط طحينا وأعد كسرة لا يوجد أحسن منها مدورة كقمر الدال مع العشر الصفراء كالعسجد وقدم لنا الطعام باسما مازحا متوسعا بنا فأكلنا أكل سليمان بن عبد الملك وشربنا شايا من إعداد سائقنا غير الماهر , وفي الصباح الباكر كلفت بتقديم الشكر مع مبلغ مالي للشيخ الحاتمي عندما قدمت له المال استشاط غضبا وقال بلهجة شرقاوية طيبة أنت لا تعرف من أنا , أنا لا أوجر على الضيافة أنا يا هذا والد العقيد مصطفى رئيسكم السابق وعندي ما يكفيني … أصابني خجل الفجر وندم كبير لعدم معرفة الرجل مع أنه يشبه ابنه الرئيس المصطفى ولد محمد السالك لم أنسى ذلك الكهل المبارك الحاتمي وتلك الضيافة الراقية وذلك الخلق الجميل والوجه الصبوح رحم الله الجميع عبدالله السيد