عبدالله و محمد لمين ول احمل عثمان : فشل التعليم:

لايختلف إثنان على الخلل البين فى المنظومة التربوية، كما لا يختلفان على ضعف وهزالة مخرجات التعليم ورغم اتفاق الجميع فلا أمل يلوح فى الأفق لأي إصلاح وإنما الكل يراقب بحسرة أولاده فلذات أكباده يتأبط كل واحد منهم محفظته صوب مؤسسة تعليمية لا يعود منها بالشيئ الكثير أحسن حالاتها أنها تحفظه داخل حيز مغلق يمنعه من الخروج إلى الشارع حيث الفساد الأخلاقي والانحراف وذالك عائد إلى الفشل الذريع لمقتضيات إصلاح 1999 الذى لم تتخذ الاجراءات اللازمة لتطبيقه حيث كان من المفروض اكتتاب الكثير من مدرسي اللغة الفرنسية لتغطية جميع الأقسام التربوية فى جميع المدارس وذالك باكتباب عريض لهؤلاء أو تعاقد خارجي حيث أن السوق الوطني لايتوفر على القدر الكافي لسد النقص الحاصل ،
إن إلزامية تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية وعدم القدرة على توفير ذالك أدى إلى أن التلميذ لا يستوعب البرنامج على أكمل وجه حيث يطلب منه فى مرحلة مسابقة دخول السنة الأولى الإعدادية التعامل مع مواد فرنسية على 100 نقطة من أصل 200 هي مجموع المعدل العام للمسابقة فى حين أنه لم يحظ بمعلمين منتظمين طيلة سنوات الابتدائية هذا طبعا قد لا يكون مطروحا لمؤسسات التعليم الخاص التى تحتوى على مدرسي لغة فرنسية ولكن تبقى معضلة أخرى هي أكبر من أختها السابقة وهي أن الأطفال لا يستوعبون غير ما يدرس لهم بلغة الأم إذ يبقى تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية ناقصا ولا يستطيع أن يؤدى المطلوب وذالك أن قليلا جدا من التلاميذ وهم الأذكياء هم من يستطيع مواكبة معلم اللغة الفرنسية فى شرحه وتعليمه وتبقى الغالبية من التلاميذ عاجزة عن الاستعاب نظرا لرصيدها الزهيد فى اللغة الفرنسية وينطبق الحال ويزداد فى الإعداديةوالثانوية فلما لم يكن للتلميذ أساتذة يزورونه فى المنزل عبر الدروس الخصوصيةالمنزلية يظل عاجزا من مواصلة التحصيل المعرفي .
يبقى أن نعرف أن الفقير الذى ليس له القدرة على إدخال أولاده مدارس خصوصية خاصة دون غيرها ومكلفة وليس له القدرة على توفير أساتذة للحصص المنزلية الخصوصية لا مستقبل لأولاده فى التعليم اليوم .

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.