قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إنه سيعمل من أجل استمرار توطيد الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية من خلال التصدي لكل أسباب الفرقة وعدم الانسجام “التي تتغذى من صور نمطية زائفة كالتراتبية الوهمية المقيتة، وكالتعصب القبلي والشرائحي الجاهلي”.
وأضاف الرئيس غزواني أنه يسعى إلى تكريس مساواة الجميع في الكرامة والحقوق والواجبات، وإلى توزيع أكثر عدالة للثروة والفرص.
ووصف الرئيس غزواني، خلال حفل تنصيبه، زوال اليوم الخميس، اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية، بأنهما “سدنا المنيع وحصننا الحصين في وجه كل التحديات”، مضيفا: “لن نقبل المساس بهما مطلقا تحت أي ظرف، ومخطئ جدا من يعتقد كائنا من كان أن بإمكانه بأي وجه من الوجوه وتحت أي يافطة أن ينال من وحدتنا ولحمتنا الاجتماعية”.
الأولوية للأمن والاستقرار..
زقال الرئيس غزواني إنه سيمنح الأولوية لضمان الأمن والاستقرار لما يمثله ذلك كأساس وشرط لا غنى عنهما لإنجاز أي برنامج تنموي.
وتعهد الرئيس غزواني بتعبئة كل الجهود والموارد من أجل التنفيذ المحكم لمختلف جوانب الاستراتيجية الأمنية المندمجة، مضيفا: “سنقف بكل حزم وقوة في وجه كل ما من شأنه أن يخل بأمن واستقرار بلدنا”.
مأمورية الشباب..
وأشار الرئيس غزواني إلى أنه أكد مرارا أن هذه المأمورية ستكون بالشباب وللشباب، مضيفا: “أجدد اليوم التأكيد على ذلك، لأن الشباب هو أمل أمتنا، وعدتها وعتادها، حاضرا ومستقبلا، فلا أمل لأمة تترك شبابها في مهب الريح، ضائعة طاقاته خارج مسارات التعليم والتكوين والاندماج والمشاركة”.
وأوضح ولد الشيخ الغزواني أن مأموريته الثانية ستكون للشباب “لأننا سنكرس كل سياساتنا العمومية لمحاربة البطالة، ولتعليم وتكوين ودمج الشباب، كل الشباب، مهما اختلفت مساراته”.
وتعهد الرئيس غزواني بإنشاء جهاز إداري مدعوم بالإمكانيات الضرورية والصلاحيات الواسعة، يعنى بمعالجة قضايا الشباب بكل أبعادها، وكذلك إنشاء آلية لتنظيم خدمة تطوعية مدنية، تساهم في التأطير والتكوين وغرس قيم التآخي والمواطنة.
وجاء في خطاب الرئيس غزواني أنه “نظرا لأن نجاعة السياسات العمومية في خدمة الشباب والمواطن عموما رهينة بقيام حكامة رشيدة فستكون حربنا ضد الفساد حربا مصيرية لا هوادة فيها”، مضيفا: “لا تنمية، ولا عدل، ولا إنصاف مع الفساد، ومن ثم فلا تسامح معه مطلقا”.
الحرب على الفساد..
ووصف الحرب على الفساد والرشوة وسوء التسيير بأنها حرب الجميع، بما في ذلك المنظومات الإدارية والقضائية، و أجهزة الرقابة والتفتيش، والنخبة من مثقفين وقادة رأي ومجتمع مدني وصحافة ومؤثرين اجتماعيين.
وأضاف الرئيس غزواني أنه: “لا سبيل للنصر في هذه الحرب بنحو حاسم إلا بتضافر جهود الجميع”.
الحوار و”اليد الممدودة للجميع”..
الرئيس غزواني أكد أنه سيعمل خلال السنوات الخمس القادمة من أجل تعزيز النظام الديمقراطي بالعمل على ترسيخ مبدإ فصل السلطات وتعزيز استقلاليتها وتوطيد انسجام عمل المؤسسات الدستورية، والتحسين المستمر لقدرات وآليات عمل الهيئات المشرفة على الانتخابات.
وأكد الرئيس غزواني أنه سيظل متمسكا بمبدأ الانفتاح، والتهدئة السياسية والتشاور والنقاش واليد الممدودة على الدوام، لكافة مكونات الطيف السياسي لراسخ قناعتي بأن ذلك هو النهج القويم في تدبير الشأن العام، “ولذا كان تنظيم حوار جامع للطيف السياسي عنوانا بارزا في برنامجي الانتخابي”، حسب تعبيره.
وأشار الرئيس غزواني إلى أنه يريد لهذا الحوار أن يكون جامعا صريحا ومسؤولا، ولا يقصي أحدا ولا يستثني موضوعا جوهريا ما نريده حوارا تترفع أطرافه عن المزايدات، والمشاكسات العقيمة، وعن الانسياق وراء البحث عن تحقيق مكاسب شخصية أو حزبية ضيقة، على حساب الصالح العام المتوخى منه، وفق تعبيره.