ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺛﺮﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺳﺮﻳﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻌﻄﻞ ﻃﺎﺭﻱﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ
ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻭﻟﻮﺣﺖ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺮﻋﺔ
ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﻟﻬﺎ
ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﺑﺪﺃ ﺭﺫﺍﺫ ﺍﻟﻤﻄﺮ
ﻭﺧﺸﻴﺖ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﻭﻓﺠﺄﺓ …
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ
ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ ﺷﺎﺏ ﺣﻨﻄﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻓﺘﺮﺩﺩﺕ. …
ﻫﻞ ﺗﺼﻌﺪ ﺃﻡ ﺗﺒﻘﻰ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﻃﻤﻊ ﺑﻬﺎ
ﺗﻈﻦ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﺎ
ﺳﻴﻌﻠﻢ ﺑﻐﻨﺎﻫﺎ ﻭﺛﺮﻭﺗﻬﺎ
ﻟﻜﻦ
ﻗﺮﺭﺕ ﻭﺻﻌﺪﺕ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﻋﻦ ﺇﺳﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﻪ
ﻓﺎﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﻤﻪ * ﺁﺩﻡ*
ﻭﻋﻤﻠﻪ ﺳﺎﺋﻖ ﺃﺟﺮﻩ
ﻓﺈﻃﻤﺄﻧﺖ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺎ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺗﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺃﻧّﺒﺖ ﺿﻤﻴﺮﻫﺎ ﻟﺴﻮﺀ ﻇﻨﻬﺎ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻫﺎ
ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺩﺑﺎ
ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻬﺎ
ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻤﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻌﻄﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮﺓ
ﻓﻄﻠﺒﺖ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ
ﻭﺗﻮﻗﻒ … .
ﻛﻢ ﺣﺴﺎﺑﻚ ؟
ﻻ ﺷﻲ !!
ﻻﺍﺍﺍ ،، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻧﺖ ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻭﺍﻭﺻﻠﺘﻨﻲ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ * ﺁﺩﻡ *
ﺍﺟﺮﺗﻲ. .. ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﺠﺪﻳﻪ ، ، ، ،
ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻣﺬﻫﻮﻟﺔ
ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ
ﻟﺘﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﻬﻰ ﻣﺤﻞ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﻘﻬﻮﻩ
ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﻟﺔ
ﻛﺄﺱ ﻗﻬﻮﺓ. ..
ﺃﺗﺖ ﺍﻟﻨﺎﺩﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ
ﻓﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ
ﺷﺤﻮﻭﻭﺏ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
ﻭﻛﺒﺮ ﺑﻄﻨﻬﺎ
ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ …
ﻣﺎ ﻟﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﻣﺘﻌﺒﺔ
ﻗﺎﻟﺖ ﺇﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ. .
ﻭﻟﻢ ﻻ ﺗﺮﺗﺎﺣﻴﻦ
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ … . ﺃﻭﻓﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﻻﺩﺗﻲ. ..
ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺐ
ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻄﺖ
ﻣﺒﻠﻎ ﻭﺭﻗﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ
ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ
ﻋﺸﺮﺓ ﺍﺿﻌﺎﻑ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﻧﻈﺮﺕ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ
ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻫﺎ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﺭﻗﺔ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ
( ﺗﺮﻛﺖ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻚ)
ﻓﺮﺣﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻠﺒﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ
ﻟﺘﺠﺪ ﻛﻼﻣﺎ ﺁﺧﺮ
( ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ
ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻤﻮﻟﻮﺩﻙ)
ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺼﺮﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻳﺴﺎﻭﻱ
٦ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺮﺗﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﺮﻱ
ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﺩﻣﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﺫﻫﺒﺖ ﺳﺮﻳﻌﺎً
ﻭﺍﺳﺘﺄﺫﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ
ﻭﺳﺎﺑﻘﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻣﺸﺘﺎﻗﺔ ﻹﻓﺮﺍﺡ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﻢّ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ
ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ
ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﺘﻬﺎ
ﻭﺧﺸﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻁ
ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﻭﻋﺒﺮﺓ ﺍﻟﺸﻜﺮ
ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ
ﻭﻗﺪ ﺇﺣﺘﻀﻨﺘﻪ
ﺃﺑﺸﺮ ﻳﺎ * ﺁﺩﻡ*
ﻗﺪ ﻓﺮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ …
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﻓﻌﻠﻪ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ
} ﻫﻞ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ{ .