الادب الرفيع / محمد الامين محمدا

كنت قد وعدت أصدقاء هذه الصفحة المباركة
بسلسلة حلقات من الأدب الرفيع بشقيه العربي والحساني 
وستكون البداية بمختارات من شعر الشاعر العذري
جميل ابن معمر

يقول جميل

ومما شجاني أنها يوم ودعت 
تولت وماء العين في الجفن حائر
فلما أعادت من بعيد بنظرة
إلي التفاتا أسلمته. المحاجر
يقولون لا تنظر وتلك بلية
بلي كل ذي عينين لا بد ناظر
ألام إذا حنت قلصوي من الهوى
ولا ذنب لي في أن تحن الأباعر

وهو القائل 
خليلي إن قالت. بثينة ماله
أتانا بلا وعد فقولا لها لها
أتى وهو مشغول لعظم الذي به
ومن بات طول الليل يرعى السها سها 
بثينة تزري بالغزالة. في الضحى
إذا برزت لم يبق يوما بها بها
لها مقلة كحلاء نجلاء خلقة
كأن أباها الظبي أو أمها مها
دهتني بود قاتل وهو متلفي
وكم قتلت بالود من ودها دها

وهو القائل 
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما
على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما لي ساعة
شكرتكما حتى أغيب في قبر
ألما بها ثم اشفعا لي وسلما
عليها سقاها الله من سائغ القطر
وبوحا بذكري عند بثنة وانظرا
أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
فإن لم تكن تقطع قوى الود بيننا
ولم تنس ما أسلفت في سالف الدهر
فسوف يرى منها اشتياق ولوعة
ببين وغرب من مدامعها يجري
وأن تك قد حالت عن العهد بعدنا
وأصغت إلى قول المؤنب والمزري
فسوف يرى منها صدود ولم تكن
بنفسي من أهل الخيانة والغدر
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى 
ببثنة في أدني حياتي ولا حشري
وجاور إذا ما مت بيني وبينها
فياحبذا موتي إذا ما جاورت قبري

تجود علينا بالحديث وتارة 
تجود علينا بالرضاب من الثغر
فلو سألت مني حياتي بذلتها
وجدت بها إن كان ذلك من أمر 
هي البدر حسنا والنساء كواكب
وشتان مابين الكواكب والبدر 
لقد فضلت حسنا على الناس مثلما
على ألف شهر فضلت ليلة. القدر 
عليها سلام الله. من ذي صبابة
وصب معنى بالوساوس والفكر 
مضى لي زمان لو أخير بينه
وبين حياتي خالدا ءاخر الدهر 
لقلت ذروني ساعة وبثينت
على غفلة الواشين ثم اقطعوا أمر 
مفلجة الأنياب لو أن ريقها
يداوى به الموتى لقاموا من القبر 
إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها
أبى وأبيها أن يطاوعني شعر
وهو القائل 
ولو أن ألفا دون بثنة كلهم
غيارى وكل حارب مزمع قتلي
لحاولتها إما نهارا مجاهرا
وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي
فلا تقتليني يابثين ولم أصب
من الأمر مافيه يحل لكم قتلي
فأنت لعيني قرة حين نلتقي 
وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي
يقولون مهلا ياجميل وإنني
لأقسم مالي عن بثينة من مهل
إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا
جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل
فلو تركت عقلي معي ما طلبتها
ولكن طلابيها لما فات من عقلي
خليلي فيما عشتما هل رأيتما
قتيلا بكى من حب قاتله قبلي

وهو القائل 
حلفت لكي تعلمن أني صادق 
وللصدق خير في الأمور وأنجح
لتكليم يوم من بثينة واحد
ورؤيتها عندي ألذ وأملح 
من الدهر لو أخلو بكن وإنما
أعالج قلبا طامحا حين يطمح
وبثنة قالت وكل حديثها
إلينا ولو قالت بسوء مملح

رجال ونسوان يودون أنني
وإياك نخزى يابن عمي ونفضح
وحولي نساء إن ذكرت بريبة
شمتن وما منهن إلا سيفرح
أتقرح أكباد المحبين كالذي
أرى كبدي من حب بثنة يقرح
فو الله ثم الله إني لصادق
لذكرك في قلبي ألذ وأملح

وهو القائل 
فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها
وإذ هي تذري الدمع منها الأنامل
عشية قالت في العتاب قتلتني
وقتلي بما قالت هناك تحاول
فقلت لها جودي فقالت مجيبة
أللجد هذا منك أم أنت هازل
لقد جعل الليل القصير لنا بكم
علي لروعات الهوى يتطاول

وهو القائل
ألم خيال من بثينة طارق
على النأي مشتاق إلي وشائق
سرت من تلاع الحجر حتى تخلصت
إلي ودوني الأشعرون. وغافق
كأن فتيت المسك خالط نشرها
تغل به أردانها والمرافق
تقوم إذا قامت به من فراشها
ويغدوا به من حضنها من تعانق 
وهجرك من تيما بلاء وشقوة
عليك مع الشوق الذي لا يفارق

ستتواصل بحول الله سلسلة خلقات الأدب الرفيع
على هذه الصفحة مع تحياتي محمدالامين محمدا

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.